Mejda ERROUMI

Publié le par hafidh

ماجدة الرومي


 

أدي اللي كان وادي القدر وادي المصير .. راح اللي راح  معدش فاضل كتير .. ودلوقتى إيه العمل دلوقتى يا صديق .

 

بهذه الكلمات أطلت علينا الفتاة الشابة التي لم تكن تجاوزت بعد سن الثمانية عشر من عمرها عبر أحداث الفيلم السينمائي الشهير (عودة الابن الضال) للمخرج الكبير يوسف شاهين في عام 1976 حيث اسند لها احد الأدوار في الفيلم.

 وعقب استماع الجميع لصوتها تأكد للمتابعين والنقاد وكبار الموسيقيين أن هناك مطربة لبنانية عملاقة في الطريق للساحة الغنائية وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت في غضون فترة زمنية قصيرة واحدة من أهم واكبر المطربات ليس في لبنان فحسب بل كافة الأقطار العربية وتعتبر اليوم إحدى رائدات الأغنية العربية الحديثة.

 المولد والنشأة

اسمها بالكامل ماجدة حليم الرومي من مواليد 13 ديسمبر عام 1957 تربت في بيت موسيقى عاشق للفن فوالدها هو الفنان والمؤلف الموسيقي الكبير حليم الرومي وعلى يد والدها تعلمت أصول الغناء وأتقنت فن المقامات الموسيقية الصعبة ونجحت في لفت الأنظار نحوها وهى في سن الطفولة .

 عرفت ماجدة الرومي طريق النجاح والتألق والشهرة في عام 1974 حيث شاركت في برنامج الهواة الشهير (استديو الفن) الذي تخرج من داخلة أجيال وأجيال من نجوم وأقطاب الأغنية اللبنانية وكانت ماجدة الرومي واحدة منهن .

 عم بحلمك يا حلم يا لبنان

وبعد النجاح الذي حققته في البداية وساهم في معرفة لبنان كلها بصوتها القوي ونبراتها النقية وهو ما دفع كبار الفنانين وعمالقة الموسيقى على إنها الوحيدة القادرة على تحمل مسئولية الغناء في الفترة القادمة وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت واحدة من ابرز المطربات الشابات في لبنان وقتذاك .

 وتأكد هذا بعد النجاح الضخم الذي حققته عندما قدمت أغنية (عم بحلمك يا حلم يا لبنان) التي سجّلتها بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب اللبنانية ومنذ هذا التوقيت ونحن نجد دائما هذه الفنانة العظيمة شديدة التأثر بالأحداث التي يتعرض لها وطنها فإذا كانت غنت الكثير للحب والأمل غنت الكثير أيضا للوطن والسلام .

 فدائما تظهر على الساحة وقت اندلاع الأحداث السياسية الجسيمة ويبرز دورها بوضوح وقت الحروب والأزمات فتشجينا وتبكينا بصدقها ومشاعرها الدافئة فنادرا ما شاهدنا فنانة عشقت وطنها بنفس القدر الذي عشقت به هذه الفنانة العظيمة ارض وبيوت بلدها لبنان. 

 الموت في لبنان

ويتضح هذا بجلاء في رفضها الكامل ترك بلدها لبنان في اى محنة أو أزمة مر بها منذ نهاية السبعينات حتى العدوان الإسرائيلي الأخير في العام الماضي 2006 فنجدها دائما تتلاحم مع البسطاء وتصرخ بأعلى نبراتها عبر كافة وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية من اجل إنقاذ لبنان الذي يحترق بأيادي الآخرين ليس لشيء سوى طمعا في خيراته .

 ورغم أن بيتها في بيروت تعرض للقصف أكثر من مرة أثناء وجودها فيه إلا إنها دائما ترفض وبشكل كامل مغادرته فتفضل دائما كما تقول الموت فوق الأرض عن الموت بالخارج وهو موقف عظيم نادرا ما شاهدنا فنانة أخرى تنتهجه بنفس الصدق وليس بالافتعال .

 فدائما نجد الرومي تقوم بإلغاء كافة ارتباطاتها وحفلاتها في مثل هذه الأوقات ودائما تقول كيف أغنى ووطني يذبح وينهار.

 وكما ذكرنا غنّت ماجدة الرومي للوطن والحب  والأمل والسلام  في أغنيات كثيرة جميلة  كتب كلماتها كبار الشعراء العرب  يتقدمهم نزار قباني وسعيد عقل ومحمود درويش وآخرين غيرهم من عمالقة الكلمة في لبنان .

 البومات ماجدة الرومي

رغم أن مشوار نجمتنا الكبيرة الفني تجاوز الثلاثين عاما إلا أن الملفت هو قلة ألبوماتها الغنائية فنجدها منذ انطلاق مسيرتها حتى اليوم لم يتجاوز عدد ألبوماتها الغنائية حاجز الخمسة عشر ألبوما فهي شديدة الحرص في اختيار ما تقدمه وتغنيه.

  فهي لا تهتم مثل غيرها من المطربين والمطربات بضرورة تقديم ألبوما أو اثنان كل عام بقدر ما يعنيها أن تقدم لجمهورها ما هو جديدا ومتميزا والغريب حقا في أمر هذه المطربة هو انه منذ صدور أول البوم غنائي لها في عام 1977 بعنوان (وداع ) حتى آخر البوم قامت بإصداره (اعتزلت الغرام) في العام الماضي 2006 .

نقول أن نسب توزيعات ألبوماتها قد تكون واحدة قد ترتفع بعض الشيء في بعض الألبومات نتيجة الدعاية الجيدة إلا إنها اى التوزيعات الأخرى قد تكون متقاربة مما يؤكد خصوصية الجمهور الذي يقبل على شراء واقتناء ألبوماتها ومابين الألبوم الأول (وداع) والألبوم الأخير (اعتزلت الغرام) أصدرت المطربة الكبيرة مجموعة من الألبومات الجميلة نذكر منها البوم (من زمان) الذي استقبله سوق الكاسيت عام  1982 وحقق توزيعات وقتها تجاوزت النصف مليون نسخة في مصر وحدها ومئات الآلاف الأخرى في كافة الأقطار العربية الأخرى وهو ما حدث مع ألبومها الجميل (عصفورة) في عام 1983
ورغم غيابها عن الجمهور بعد هذا الألبوم ثلاثة أعوام كاملة حتى عادت بألبومها (ضوى يا قمر) عام 1986 الذي تضمن مجموعة من الأغنيات الجميلة مثل (ليالينا من ليالي العمر و عطر وبعدك حلو ولبنان قلبي وطاب وقتي ورفرف وأسعدنا ولأنك عيني) وفوجئت بعد صدوره أن الجمهور لم ينساها لحظة واحدة وتكرر نفس الأمر معها حيث غابت عامين آخرين حتى عادت في عام 1988 بالبوم (يا ساكن أفكاري )وحقق نفس النسبة تقريبا من المبيعات .

ملكة الحفلات

وبالطبع لم تكن تختفي اختفاء كاملا كما قد يظن البعض فدائما هي نجمة كبيرة ومتوجه في عالم الحفلات الغنائية وصاحبت الأجر الأعلى بين المطربات العرب بعد العظيمة فيروز وتتسم حفلات الرومي بارتفاع قيمة التذاكر بها وأقدام جمهور ذو مواصفات خاصة جدا لمشاهدتها ودائما نجد حفلاتها كاملة العدد سواء كانت في لبنان أو في أي قطر عربي آخر أو في أمريكا أو إحدى الدول الأوروبية .

 فهي دائما وأبدا ملكة متوجة في هذه الحفلات ولها طقوس خاصة فهي ترفض إحياء حفلتين في بلد واحد في موسم غنائي واحد وهو ما يضاعف دائما من قيمتها في عيون عشاقها ومحبيها بدليل إنها منذ بداية انطلاقتها الفنية حتى اليوم نجد أن عدد حفلاتها في مصر نكاد نحصيها على أصابع اليدين فلم تفعل مثل بقية المطربات العرب الأخريات ويمثل هذا قمة اعتزازها بالفن الذي تقدمة .

 كلمات ورسائل

وشهد عام 1991 صدور انجح واهم ألبوماتها على الإطلاق (رسائل) الذي نفذت منه ثمانية طبعات بواقع 50 ألف نسخة لكل طبعة في مصر وحدها وارتبط الجمهور بمجموعة أغنياته الجميلة مثل (عيناك ولون معي الأيام وقانا وحبك) وغيرها لفترة طويلة .

 وتكرر نفس النجاح وبنفس تفاصيله بعد مرور ثلاثة أعوام حينما عادت لجمهورها بألبومها الجميل (ابحث عني) في عام 1994 ثم ارتفعت نسب توزيعات ألبومها (كلمات) في عام 1996 متجاوزة حاجز النصف مليون نسخة.

 وتوالت ألبوماتها الجميلة والناجحة (احبك وبعد) عام 1998 وألبومان حققا نجاحا طيبا في لبنان أكثر من اى قطر عربي آخر هما (مريم قيثارة السماء) و(ارحمني يا الله) في عامي 2002 و2003 حتى عادت لجمهورها المصري والعربي في العام الماضي بآخر ألبوماتها (اعتزلت الغرام) الذي لا يذال نجاحه مستمرا حتى اليوم .

 

Publié dans Stars Arabes

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article