Ameni Souissi
- عبد الحفيظ حساينية :
يكثر الجدل والكلام حول برنامج ستار أكاديمي بعدما غزت فضائياتنا العربية نسخة طبق الأصل عن ستار أكاديمي الفرنسية وهو نموذج عن تلفزيون الواقع. وبما أننا لا نضيع فرصة لمواكبة التطور العالمي في مجال الإعلام والاتصال، ففضائياتنا اقتبست تلفزيون التصوير الواقعي، حيث يجمع بين عدد من الشباب والشابات في إطار أكاديمية لا تتوفر على مكتبة تتولى تطوير الحالة الإبداعية لدى هؤلاء على صعيد الصوت والتمثيل والفنون السمع-بصرية ويقوم البرنامج ببث كامل لوقائع هذه العملية 24 على 24 ويقوم الجمهور بالتصويت لإنقاذ واحد من ثلاث تحددهم لجنة أساتذة الأكاديمية على أن يقرر الطلاب البقية مصير الاثنين الباقيين.. وتقوم الكاميرات برصد كل ما ينجم عن التصويت وتداعياته على الهواء مباشرة. وأماني السويسي إحدى نجوم هذا البرنامج تتعرفون على تفاصيل حياتها الفنية قبل وبعد الأكاديمية كنجمة مغاربية في هذا الركن الذي سبق أن قدمنا فيه زملائها المغربيين من نفس البرنامج:
اعتبرت أماني السويسي التونسية من مدينة صفاقس الجنوبية البالغة من العمر 22 عاما من أفضل المتباريات نسخة 2005، ومع ذلك خسرت أمام زميلها السعودي هشام عبد الرحمان الذي حصل على 51.8 بالمائة من مجموع الأصوات في الحلقة النهائية. وكان القرار النهائي بيد المشاهدين الذين صوتوا عن طريق الهاتف ومن خلال شبكة الانترنت. وكان يجري التصويت عادة لانتقاء ثلاث مرشحين، تختارهم أسبوعيا لجنة أساتذة الأكاديمية من أصل 16 مشاركا ومشاركة حيث يعيشون ويتم تصويرهم على مدار الساعة لمدة أربعة أشهر. وعند إعلان النتائج ليلة الجمعة من كل أسبوع، يطلب من المتسابق الذي حصل على اقل نسبة من الأصوات مغادرة الأكاديمية على التو.
أماني السويسي، واسمها الشخصي إيمان، اشتهرت في مدينتها الأم صفاقس بذكائها وحسن تعليمها بالإضافة إلى حبها للموسيقى. ففي عام 2002، فازت بالجائزة الثانية في مسابقة إذاعية محلية. كما أصدرت في نفس السنة أغنية تحت عنوان "أنت... أنا" حازت على المركز الثاني في مهرجان منزل تميم.
وظهرت السويسي في مهرجانات محلية ووطنية من بينها مشاركتها في أوبرا "تونس العهد الجديد" ضمن حملة الرئيس بن علي الانتخابية الثانية. لكنها لم تنجح في التأهل لمهرجان تونس للموسيقى. وتم اختيارها من قبل ستار أكاديمي الذي تنتجه قناة أل.بي.سي اللبنانية. وسبق لهذا البرنامج أن اختار تونسيين في نسخته الأولى هما احمد الشريف وبهاء الكافي.
وبغض النظر عن النتائج، فإن السويسي نجحت في تحقيق الشهرة التي ابتغتها عندما تقدمت للاشتراك ببرنامج ستار أكاديمي. ويبقى عليها والآن الاستفادة من هذه الشهرة لإطلاق مسيرتها في عالم الفن الغنائي.
كلنا تابعنا مشوار الطالبة التونسية أماني السويسي في الفوج الثاني من طلاب ستار أكاديمي، والكل لاحظ كيف كانت بداية هذه الطالبة التي كانت تذرف الدموع أكثر مما تنطق بالكلمات. وكانت في بداية المسابقة منطوية على نفسها لا يظهر من مواهبها الاّ صوتها، بينما كان جميع الطلاب قد قطعوا شوطا بعيدا في التأقلم مع جو الأكاديمية. صوت أماني هو الأمر الوحيد الذي جعلها تتميز بين زملائها، بالإضافة إلى إتقانها الغناء الصعب والمعقد، خلافا للكثير ممن كانوا معها. هذا ما شد الجمهور إليها وجعل الجميع يتابع تطورها وغنائها بشغف....
اليوم وبعد صقلت الأكاديمية شخصية أماني إلى جانب صوتها أصبحت السويسي تتمتع بكل ما يحتاج النجم من مقومات. فهي صارت تتصرف بذكاء أمام الكاميرا وتبتعد عن الكلمات الحادة في تصريحاتها... بالإضافة إلى انسجامها الكامل مع محيطها سواء الجمهور أو الطلاب الآخرين على خشبة المسرح.
في إطار جولة مجموعة "ستار أكاديمي 2" في مختلف المدن والعواصم العربية حل نجوم الأكاديمية الثمانية بتونس أول محطة مغاربية لهم لإحياء ثلاث حفلات في كل من العاصمة يومي 24 و25 يونيو/حزيران بقصر الرياضة بالمنزه وفي صفاقس يوم الـ 27 منه بمسرح الهواء الطلق بسيدي منصور. يذكر أن الحفلات كانت مباشرة لا مجال "للبلاي باك" فيها ورافقت المجموعة فرقة محترفة من الراقصات إلى جانب طاقم ضخم من التقنيين والكوريغرافيين والموسيقيين وذلك لإمتاع الجمهور بعرض في مستوى انتظاراته. فيما كانت التونسية أماني السويسي في "ستار أكاديمي 2" الطالبة المميزة التي استطاعت الإفلات من "النومينيز" طيلة الموسم، هاهي أماني السويسي تصبح بسرعة البرق ابرز النجوم، المغنية التونسية الشابة وصيفة الفائز في برنامج ستار أكاديمي 2، تلعب دور بطلة مسرحية أسامة الرحباني التي تعرض في شهر آب/أغسطس المقبل في لبنان. المسرحية الغنائية "جبران والنبي" افتتحت عروضها الشتوية على خشبة الفوروم دي بيروت، وكانت المسرحية قد شاركت في مهرجانات جبيل الدولية، خلال الصيف الماضي. تدور المسرحية حول جدال بين المفكر والفيلسوف والفنان الراحل حبران خليل جبران وإحدى أشهر شخصياته "النبي"، الذي ترجم إلى لغات عديدة، ويجسد هذا الجدل كل من الفنانين رفيق علي احمد وغسان صليبا مع جوليا قصار وأماني السويسي وبول سليمان ونخبة من الممثلين والفنانين الاستعراضيين، المسرحية تأليف الفنان منصور الرحباني، وموسيقى أسامة الرحباني، ويتولى الإخراج مروان الرحباني.
جريدة العرب العالمية
22/02/2006